-
أوروبا أو حتى أميركا لم يصلوا إلى ما هم عليه الأن مصادفةً على الإطلاق فقد كانو يعيشون في الدنس والظلام والجهل
عندما كنا نحن نضيء شوارعنا ليلاً في الأندلس بأسرجة من نور يهتدي بها العابرون وأستمر هذا الحال بالنسبة لهم
حتى مجيء رواد عصر التنوير والنهضة فرسموا الطريق بفكرهم وفلسفتهم التي قادت الى قيام الثورة الصناعية وبداية نهضتهم
بعد أن تخلصو من كل مايعيقهم من هرطقات ودجل وزيف قساوستهم ورهبانهم والكنيسة عموما وهذا ماتجلى في فكر
دانتي و فولتير وغيرهم
أما نحن فاللإسف الشديد منذ سقوط الأندلس أو حتى في أواخر سنواتها ونحن في تردي فكري وثقافي ينحدر بنا نحو القاع
لعدة أسباب لا أحب الخوض فيها
لكي ننهض من جديد ونعيد بناء ثقافتنا الضائعة علينا أولا ان نحيي الفكر المؤود ونعطي الفلسفة دورها في إعمال العقل والتفكير
السليم ، و أن نقرأ يا أخواني العربي لايقرأ هذه حقيقة لايمكن إغفالها أو التغاضي عنها فكيف سترتقي أخلاقه وينمو تفكيره وهو
لايقرأ ! ، وقد وقع تحت براثن من يريدون له أن لايقرأ لكي يحافظوا على سلطانهم السياسي أو الروحي كي يظل رهين قوقعته التي
صمموها لها بفكر شيطاني ، يريدون له أن يصارع من اجل لقمة العيش وتكون هي ديدن حياته لايجب عليه التفكير بغير ذلك
وإن كبر أبناءه عليهم بقراءة روايات الأدب الوردي والتفكير بغرائزهم وتوارث فكر ولد ميتاً وتمجيد خلافة كان لها الدور الأساس
في ما نحن عليه الأن .
-
ويحضرني قول لإحد الفلاسفة المسلمين عندما سافر إلى الغرب وعاد ، قال قوله المشهور
" رأيت مسلمين بلا إسلام "
وقد صدق في ذلك فالعدل جعل من مستوى الجريمة منخفض جداً
وهيبة الدولة والقانون جعل الجميع يخضع للقوانين الموضوعة ويثقون بنزاهتها وإن خالفتها سارعو بالإبلاغ عنك.
وليس لديهم ظل لله يحكمهم ، متى ماشائو نزعوا عن الزعماء كراسيهم دون ان يدمروا اوطانهم .
فالأوطان مقدسة .
-
حتى ربيعنا الموعود أفل وأندثر لينقلب كابوساً ثقيلاً أقض مضجع حالميه
والى هنا اكون استوفيت .