تناولت
الفلسفة عبر عصورها الممتدة، بدءاً بنشأتها إلى عصرنا الراهن، موضوعات كثيرة،
استوعبت فيها جميع المعارف البشرية، وان استقلت منها بعض المعارف والعلوم منذ عصر
النهضة في أوروبا، ومن أبرز القضايا التي انبسط عليها البحث الفلسفي:
1-
ما وراء الطبيعة (الميتافيزيقا): مبحث يدرس الواقع والوجود من حيث طبيعتهما
الأساسية، كما يدرس ماهية الأشياء. ومن الباحثين من يقسم الميتافيزيقا إلى
ميدانين: علم الوجود، وعلم الكون. فعلم الوجود يدرس الموجودات؛ أما علم الكون
فيدرس الكون الطبيعي ككل. كما أن علم الكون يُقصد به ذلك الفرع من العلوم الذي
يدرس نظام الكون وتاريخه ومستقبله. يتناول مبحث الميتافيزيقا مسائل من نوع: ما
الواقع؟ ما الفرق بين الظاهر والواقع؟ ما المبادئ والمفاهيم العامة التي يمكن
بموجبها تأويل تجاربنا وفهمها؟ هل لدينا إرادة حرة أم أن أعمالنا مُسيرة بأسباب
ليس لنا فيها خيار؟ لقد أوجد الفلاسفة عددًا من النظريات في وهي: المادية،
والمثالية، والآلية، والغائية. فالمادية تؤكد أن المادة وحدها هي التي لها وجود
حقيقي، وأن المشاعر والأفكار وغير ذلك من الظواهر العقلية إنما هي ناتجة عن نشاط
المادة. وتقرر المثالية بأن أي شيء مادي إنما هو فكرة أو شكل من أشكال الفكرة،
وبمقتضاها فإن الظواهر العقلية هي وحدها المهمة والمطابقة للحقيقة. أما الآلية
فتؤكد أن كل الأحداث إنما هي ناتجة عن قوى آلية محضة، وليس عن غاية معينة، بل لا يعقل
أن نقول إن الكون في حد ذاته من ورائه غاية معينة. أما الغائية، فهي على العكس،
تقرر بأن الكون وكل شيء فيه يتصف بالوجود والحدوث من أجل غاية معينة-.
2-
المنطق:يتناول بالدراسة مبادئ وطرائق الحكم العقلي؛ فهو يستكشف كيفيات التمييز بين
الحكم القويم والحكم الخاطئ. ويُسمَّى المثال المستخدم في الحكم بالبرهان أو
الاستدلال. يتمثل البرهان في جملة من الحجج تسمى مقدمات، وهذه تقترن بحجة أخرى
تسمى النتائج التي من المفروض أن تستند إلى المقدمات أو تنبثق عنها. إن البرهان
القوي يكون سندًا للنتائج، بعكس البرهان الضعيف.
3ـ
نظرية المعرفة: هدفها تحديد طبيعة المعرفة وأساسها ومجالها، كما تستكشف
الطرائق المختلفة المؤدية إلى المعرفة وجوهر الحقيقة والعلاقات بين المعرفة
والإيمان. إن نظرية المعرفة تطرح أمثال الأسئلة الآتية: ما العلامات الدالة على
المعرفة الصادقة من أجل تمييزها عن المعرفة الكاذبة؟ ما الحقيقة، وكيف يمكن أن
نعرف الصواب والخطأ؟ هل هناك أنواع مختلفة من المعرفة؟ وهل لكل واحدة منها حُجج
وخصائص؟ وعلى هذا تدرس في نظرية المعرفة المسائل التالية:
أ
ـ مصدر المعرفة.
ب
ـ قيمة المعرفة.
ج
ـ طبيعة المعرفة.
4
ـ الأخلاق: لها علاقة بسيرة الإنسان وشخصيته وقيمه، فهي تدرس طبيعة الصواب
والخطأ، وتميّز بين الخير و الشر. فالأخلاق تستكشف خصائص العدل والمجتمع العادل،
وكذلك واجبات الإنسان نحو ذاته ونحو غيره ونحو المجتمع. تطرح الأخلاق أمثال
الأسئلة الآتية: ما وجه الصواب في العمل الصائب؟ وما وجه الخطأ في العمل الخاطئ؟
ما الخير وما الشر؟ ما القيم الخاصة بالحياة؟ قد تبرز المشاكل في مجال الأخلاق،
لأننا كثيرًا ما نجد صعوبة في إدراك ما يلزم القيام به. وفي العديد من الحالات
تتعارض واجباتنا، أو تبدو لنا غامضة فضلاً عن كون الناس كثيرًا ما يختلفون حول ما
إذا كان عمل من الأعمال أو مبدأ من المبادئ، صائبًا أو خاطئًا من الناحية
الأخلاقية.
5
ـ فلسفة الجمال: يبحث في الإبداع، وكذا في المبادئ التي يقوم عليها الفن والجمال،
كما أنه يدرس أفكارنا ومشاعرنا ومواقفنا حينما نرى ونسمع ونطالع شيئًا جميلاً قد
يتمثل في شيء جميل، كالأثر الفني، مثل الرسم أو السيمفونية أو القصيدة، أو غروب
الشمس أو غيره من الظواهر الطبيعية. فضلاً عن ذلك، فإن علم الجمال يستقصي الخبرة
التي اكتسبها من يمارس بعض الأنشطة المختلفة مثل الرسم بأنواعه المختلفة والتمثيل
السينمائي والمسرحي.
6ـ
فلسفة الدين: علم يهتم بدراسة وتحليل طبيعة المعرفة الدينية وما تنطوي عليه
المعتقدات، ونوع الأدلة والبراهين التي تستند إليها تلك المعرفة وتحاول تحليل
التجارب الإيمانية والبحث عن منابعها وتجلياتها وأحوالها.
7ـ
فلسفة العلم: فلسفة تُعنى بفهم وتفسير ظاهرة العلم فهماً يعمقها، فتبحث في
التنظيم الأمثل لمناهجه، ومعرفة خصائصه ومقوماته، ومحاولة حل مشكلاته التي تخرج عن
دوائر اختصاص العلماء.
وهناك مسائل أخرى تناولتها الفلسفة من قبيل: فلسفة
القانون، وفلسفة التاريخ،